ماذ ا تعرف عن كسوة الكعبة المشرفة
ـ حظيت مصر بشرف صناعة كسوة الكعبة منذ أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث كتب إلى عامله في مصر لكي تحاك الكسوة بالقماش المصري المعروف باسم " القباطي" الذي كان يصنع في مدينة الفيوم. وقد تعددت أماكن صناعة الكسوة مع انتقال العاصمة في مصر من مدينة إلى أخرى فمن الفسطاط إلى مدينة العسكر ثم مدينة القطائع حتى انتهي الأمر إلى مدينة القاهرة المعزية، كما تبدلت الأماكن ما بين مدينة دمياط ودار الطرز بالإسكندرية وتشرفت بها بعض قصور الأمراء
ـ انتهي الأمر بأن تأسست دار كسوة الكعبة بحي " الخرنفش" في القاهرة عام 1233 هجري، وهو حي عريق يقع عند التقاء شارع بين الصورين وميدان باب الشعرية ومازالت هذه الدار قائمة حتى الآن وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة المشرفة داخلها. ولنتأكد من مكانة الكسوة في قلوب المصريين ومدي احتفائهم بصناعتها يكفي أن نطالع ما كتبه المؤرخ المصري " عبد الرحمن الرافعي " :
ـ إن دار الكسوة كانت تضم سبعين ماكينة وثلاثمائة نول بالإضافة إلى آلات عديدة لصناعة الحرير والقطن والأقمشة ومنها المخيش وهو نوع من الخيوط السلكية الرقيقة التي يتم نسجها من الفضة الخالصة والذهب، وكان صناع الكسوة وعمال الزركشة يتبعون تقاليد خاصة في صناعتها فنراهم جميعاً في على وضوء وقبل بداية العمل يقومون بترديد جماعي لسورة الفاتحة بصوت جماعي يرتج له المكان حتى يعم أرجاء الحي وبعد ذلك يطلقون البخور.
ـ وإذا تواصل العمل وشعر العاملون بالإجهاد وسال العرق من أيديهم يقومون بغسلها في أطباق بها ماء الورد، وفي العصور الأخيرة لقيت هذه الدار الكثير من التقدير والكثير من شهادات التفوق التي تشهد لعمالها بالإتقان والإبداع وقد جاءها هذا التقدير من دول أجنبية كفرنسا وبلجيكا،
ـ واستمر العمل في دار الخرنفش حتى عام 1962 ميلادية إذ توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة، وتولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها بعد أن انتهت من إقامة دار خاصة لصناعة الكسوة بمنطقة " أم الجود " بمكة المكرمة تشتمل علي أحدث الوسائل والأدوات الحديثة التي تستخدم في النسيج والصباغة، وفي دار أم الجود قسم خاص بالزركشة اليدوية حيث تصبغ الأقمشة الخارجية للكسوة باللون الأسود أما الأقمشة الداخلية فتصبغ باللون الأخضر كما تصبغ الخيوط القطنية المستخدمة كحشو باللون الأصفر الذهبي … وعلي الرغم من استخدام أسلوب الميكنة إلا أن الإنتاج اليدوي مازال يحظى بالإتقان والجمال الباهر حيث يتفوق في الدقة والإتقان واللمسات الفنية المرهفة والخطوط الإسلامية الرائعة.
منقول