أنت تتعامل مع أرحم الراحمينروي عن أحمد وأبو يعلى والبزارُ والطبرانيُّ ، أنَّ شيخاً كبيراً أتى النبي عليه السلام وهو مُدَّعِمٌ على عصا ، فقال : يا نبيَّ اللهِ ، إنَّ لي غدراتٍ وفجراتِ ، فهل يُغفرُ لي ؟ فقال النبي :
(( تشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وأنَّ محمداً رسول الله ؟))
قال : نعمْ يا رسول اللهِ
.
قال : (( فإن الله قد غفر لك غدراتِك وفجراتِك))
.
فانطلق وهو يقول : اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ .
يفهم من الحديث مسائل : منها سعةُ رحمةِ أرحمِ الراحمين ، وأنَّ الإسلام يهدمُ ما قبله ، وأن التوبة تجبُّ ما قبلها ،
وأن جبال الذنوب في غفرانِ علاّم الغيوب لاشيءٌ ، وأنه يجبُ عليك حُسْنُ الظَّنِّ بمولاك ، والرجاءُ في
كرمِه العميمِ ، ورحمتِه الواسعةِ.
من كتاب "لا اتحزن
"د. عائض القرني