قال تعالى : (ونحن أقرب اليه من حبل الوريد )[ق :6
( وقال ونحن أقرب اليه منكم )ا لواقعة : 85
نلاحظ أن كلمة أقرب ذكرت مرتين مجردة من التعريف
وفسر المفسرون أقرب أي الملائكة وأن تفسير
القرب فيهما بالملائكة ليس صرفاً للكلام عن ظاهره لمنتدبره. أما الايه الاولى
: فإن القرب مقيد فيها بما يدل على ذلك حيث قال : ونحن أقرب اليه من
حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول ٍٍ
إلا لديه رقيب عتيد )ق16_18
ففي قوله (إذ يتلقى ) دليل على أن المراد به قرب الملكين المتلقين .
وإما الاية الثانية : فإن القرب فيها مقيد بحال الاحتضار والذي يحضر الميت
عند موته هم الملائكة لقوله تعالى ( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفر طون )
الانعام 61
ثم إن في قوله ( ولكن لاتبصرون ) الواقعة 85
دليلاً بينا على أنهم الملائكة إذ يدل على أن هذا القريب في نفس المكان ولكن لا نبصره
وهذا يعين أن يكون المراد قرب الملائكة لاستحالة ذلك في حق الله تعالى ,
بقي أن يقال فلماذا أضاف الله القرب إليه وهل جاء نحو هذا التعبير مراداً به الملائكة .
الجواب على ذلك أن الله عز وجل أضاف قرب الملائكة إليه لان قربهم بأمره
وهم جنوده ورسله , وقد جاء نحو هذا التعبير مراداً به الملائكة كقوله تعالى
(فإذا قرآناه فاتبع قرآنه ) القيامة 18
فإن المراد به قراءة جبريل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم,,,, مع أن الله
تعالى أضاف القراءة إليه تعالى .......