مسلمو كمبوديا في انتظار الفرج

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تقع كمبوديا في جنوب شرق أسيا ضمن دول الهند الصينية، حيث يحيط بها فيتنام وتايلاند ولاوس وخليج سيام. ومعظم أراضي كمبوديا جبلية، ويقدر عدد سكانها بعشرة ملايين نسمة يعمل 71 % منهم في الزراعة، والديانة الرسمية للبلاد البوذية، ويعتبر المسلمون كبرى الأقليات في كمبوديا، إذ يبلغ تعدادهم حوالي نصف مليون نسمة، ويليهم النصرانية وأتباعها قلة، ويتوزع المسلمون جغرافيا على مختلف المحافظات الكمبودية. وبنظرة سريعة في حال المسلمين هناك نجد أن هذه الأقلية تعاني من حرمانها من أقل مقومات الحياة الكريمة، فهي متخلفة تعليميا حيث لا يوجد في كمبوديا مدارس نظامية ولا معاهد علمية بل تنتشر الكتاتيب والفصول الدارسية الصغيرة التابعة للمساجد. يقول الداعية الكمبودي محمد يوسف: إن الأقلية المسلمة في كمبوديا من التخلف بحيث تعاني من الثالوث الخطر المرض والجهل والفقر. هذا وقد تعرض المسلمون في عهد بول بوت للإبادة الجماعية والقهر، حيث أبيد على يديه نصف مليون مسلم، ودمر في عهده 144 مسجدا، ولم يكن باستطاعة المسلمين الظهور بدينهم أو أداء الشعائر الدينية في أمان، واستمر هذا الوضع من القهر والإذلال للمسلمين حتى انتهى حكم بول بوت، إذ بعدها بدأ حال المسلمين في التحسن فأصبحوا يمارسون شعائرهم اليومية في يسر وسهولة بحكم الدستور الجديد الذي يكفل حرية المعتقد لكل أفراد المجتمع، بل إنه قد أصبح للمسلمين بعض النشاط السياسي في هذه الفترة فهم يمثلون المسلمين في هذه الحكومة الحالية بأربعة أعضاء في البرلمان، واحد منهم وزير التعليم، وهذه الفترة تعتبر أزهى فترات المسلمين الكمبوديين على المستوى السياسي، إلا أنه في المقابل ما زال المسلمون يعانون من عدم حصولهم على أية خدمات اجتماعية، فهناك مئات الأرامل والأيتام والعجزة والمسنين ممن هم بحاجة إلى رعاية وعناية وكفالة، كما أن الأوضاع الصحية ليست على ما يرام، إ ذ لا توجد مستشفيات ولا حتى عيادات صحية، فالأمراض منتشرة في كل مكان بكثافة، ومعظم المسلمين يعملون بالزراعة وبعضهم في الصيد، وفرص العمل لديهم قليلة نظرا لضحالة مستوياتهم العلمية. وينبغي أن ننوه إلى أن للسعودية والكويت وماليزيا والإمارات جهود متباينة لمساعدة المسلمين في كمبوديا.

منقول