ترك الصلاة Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

اسلامنا الحبيب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولالتسجيل

 

 ترك الصلاة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مؤمنة بالله
المدير العام
المدير العام
مؤمنة بالله


عدد الرسائل : 1137
الأوسمة : ترك الصلاة 71507480py5
اوسمة تقدير : ترك الصلاة 9_1215368687
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

بطاقة الشخصية
رقم العضوية: قيمة حقل الكتابة
sms للمنتدى:
نشاط العضو:
ترك الصلاة Left_bar_bleue30/30ترك الصلاة Empty_bar_bleue  (30/30)

ترك الصلاة Empty
مُساهمةموضوع: ترك الصلاة   ترك الصلاة I_icon_minitimeالإثنين مارس 17, 2008 1:25 am

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


- إن هذه المسألة من مسائل العلم الكبر ، وقد تنازع فيها أهل العلم سلفاً وخلفاً ، فقال الإمام أحمد بن حنبل : " تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً من المِلة ، يُقتل إذا لم يتب ويصل " . وقال أبو حنيفة ومالك والشافعي : " فاسقٌ ولا يكفر " . ثم اختلفوا ، فقال مالك والشافعي " يُقتل حداً .. " . وقال أبو حنيفة : " يُعزر ولا يُقتل " .
- إذا كانت هذه المسألة من مسائل النزاع ، فالواجب ردها إلىكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، لقوله تعالى : } وما اختلفتم فيه من شيءٍ فحكمه إلى الله { ( الشورى : 10) ، وقوله : }فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيراً وأحسن تاويلاً (59) { ( النساء : 59) . ولأن كل واحد من المختلفين لا يكون قوله حجة على الآخر ، لأن كل واحد يرى أن الصواب معه ، وليس أحدهما أولى بالقبول من الآخر ، فوجب الرجوع في ذلك إلى حكم بينهما وهو كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإذا رددنا هذا النزاع إلى الكتاب والسنة ، وجدنا : أن الكتاب والسنة كلاهما يدل على كفر تارك الصلاة ، الكفر الأكبر المخرج عن الملة .

أولاً : من الكتاب :
- قال تعالى في سورة التوبة : } فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين{ ( التوبة : 11) ، وقال في سورة مريم : }فخلف من بعدهم خلفٌ أضاعوا الصلاة وابتعوا الشهوات فسوف يلقون غياً ، إلا من تاب وآمن وعلم صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً { ( مريم : 59 ، 60) .
- فوجه الدلالة من الآية الثانية ، آية سورة مريم : أن الله قال في المضيعين للصلاة ، المتبعين للشهوات : }إلا من تاب وآمن{ فدل على أنهم حين إضاعتهم للصلاة ، واتباع الشهوات غير مؤمنين .
- ووجه الدلالة من الآية الاولى ، آية سورة التوبة ، أن الله تعالى اشترط لثبوت الأخوة بيننا وبين المشركين ، ثلاثة شروط :
o أن يتوبوا من الشرك .
o أن يقموا الصلاة .
o أن يؤتوا الزكاة .

- فإن تابوا من الشرك ، ولم يقيموا الصلاة ، ولم يؤتوا الزكاة ، فليسوا بإخوة لنا . وإن أقاموا الصلاة ولم يؤتوا الزكاة ، فليسوا بإخوة لنا . والأخوة في الدين لا تنتفي إلا حيث يخرج المرء من الدين بالكلية ، فلا تنتفي بالفسوق ، والكفر دون الكفر .
- ألا ترى إلى قوله تعالى في آية القصاص من القتل : }فمن عفى له من أخيه شيءٌ فاتباعٌ بالمعروف وأداءٌ إليه بإحسان{ ( البقرة : 178) . فجعل الله القاتل عمداً ، أخاً للمقتول مع أن القتل عمداً من أكبر الكبائر ، لقول الله تعالى : }ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً (93){ ( النساء : 93) . ثم ألا تنظر إلى قوله تعالى في الطائفتين من المؤمنين إذا اقتتلوا : }وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما { ( الحجرات : 9،10) . فأثبت الله تعالى الأخوة بين الطائفة المصلحة والطائفتين المقتتلتين ، مع أن قتال المؤمن من الكفر ، كما ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سِبابُ المسلم فسوقٌ ، وقتاله كفرٌ" لكنه كفرٌ لا يخرج من الملة ، إذ لو كان مخرجاً من الملة لما بقيت الأخوة الإيمانية معه والآية الكريمة قد دلت على بقاء الأخوة الإيمانية مع الاقتتال .
- وبهذا عُلِمَ أن ترك الصلاة كفر مخرجٌ عن الملة ، إل لو كان فسقاً أو كفراً دون كفرٍ ، ما انتفت الأخوة الدينية به ، كما لم تنتف بقتل المؤمن وقتاله .
- فإن قال قائل : هل ترون كفر تارك إيتاء الزكاة كما دل عليه مفهوم آية التوبة ؟
- قلنا : كفر تارك إيتاء الزكاة قال به بعض أهل العلم ، وهو إحدى الروايتين عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى ، ولكن الراجح عندنا أنه لا يكفر ، لكنه يعاقب بعقوبة عظيمة ، ذكرها الله تعالى في كتابه ، وذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته ، ومنها ما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عقوبة مانع الزكاة ، وفي آخره : " ثم يرى سبيله ، إما إلى الجنة وإما إلى النار " ، وقد رواه مسلم بطوله في : باب (إثم مانع الزكاة) ، وهو دليل على أنه لا يُكفر ، إذ لو كان كان كافراً ما كان له سبيل إلى الجنة . فيكون منطوق هذا الحديث مقدماً على مفهوم آية التوبة ، لأن المنطوق مقدم على المفهوم كما هو معلوم في أصول الفقه .

ثانياً : من السنة :
1- قال صلى الله عليه وسلم : " إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ، ترك الصلاة " . رواه مسلم في كتاب الإيمان عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
2- وعن بُريدة بن الحصيب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر " . رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه .
3- والمراد بالكفر هنا ، الكفر المخرج من الملة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الصلاة فصلاً بين المؤمنين والكافرين ، ومن المعلوم أن ملة الكفر غير ملة الإسلام ، فمن لم يأتِ بهذا العهد فهو من الكافرين .
4- وفي صحيح مسلم ، عن أم سلمة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ستكون أمراء ، فتعرفون وتنكرون ، فمن عرف بريء ، ومن أنكر سَلِمَ ، ولكن من رضي وتابع " . قالوا : " أفلا نقاتلهم ؟" قال : " لا ما صلوا " .
5- وفي صحيح مسلم أيضاً من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، ويصلون عليكم وتصلون عليهم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم " . قيل : يا رسول الله : أفلا ننابذهم بالسيف ؟ قال : " لا ما أقاموا فيكم الصلاة " .

- ففي هذين الحديثين الأخرين دليل على منابذة الولاة ، وقتالهم بالسيف ، إذا لم يقيموا الصلاة ، ولا تجوز منازعة الولاة وقتالهم إلا إذا أتوا كفراً صريحاً ، عندنا فيه برهان من الله تعالى ، لقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه : " دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه ، فكان فيما أخذ علينا ، أن بايعنا على السمع والطاعة ، في منشطنا ومكرهنا ، وعسرنا ويسرنا ، وأثرةً علينا ، وألا ننازع الأمر أهله " . قال : " إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهانٌ " . متفق عليه . وعلى هذا فيكون تركهم للصلاة الذي علق عليه النبي صلى الله عليه وسلم مناذبتهم وقتالهم بالسيف كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان .
- ولم يرد في الكتاب والسنة أن تارك الصلاة ليس بكافر أو أنه مؤمن ، وغاية ما ورد في ذلك نصوص تدل على فضل التوحيد ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وثواب ذلك ، وهي إما مقيدة بقيود في النص نفسه يمتنع معها أن يترك ، وإما واردة في أحوال معينة يعذر الإنسنان فيها بترك الصلاة ، وإما عامة فتحلم على أدلة كفر تارك الصلاة ، لأن أدلة كفر تارك الصلاة خاصة ، والخاص مقدم على العام .
- فإن قال قائل : ألا يجوز أن تحمل النصوص الدالة على كفر تارك الصلاة على من تركها جاحداً لوجوبها؟ ! قلنا : لا يجوز ذلك لأن فيه محذورين :

الأول : إلغاء الوصف الذي أعتبره الشارع وعلق الحكم فيه :
- فإن الشارع علق الحكم بالكفر على الترك دون الجحود ، ورتب الأخوة في الدين على إقام الصلاة دون الإقرار بوجوبها . لم يقل الله تعالى : فإن تابوا واقروا بوجوب الصلاة ، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم بين الرجل وبين الشرك والكفر جحد وجوب الصلاة ، أو : العهد الذي بيننا وبينهم الإقرار بوجوب الصلاة ، فمن جحد وجوبها فقد كفر . ولو كان هذا مراد الله تعالى ورسوله لكان العدول عنه خلاف البيان الذي جاء به القرآن الكريم ، قال الله تعالى : } ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيءٍ{ . وقال تعالى مخاطباً نبيه : }وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل{ ( النحل : 44) .

الثاني : اعتبار وصف لم يجعله الشارع مناطاً للحكم:
- فإن جحود وجوب الصلوات الخمس موجب لكفر من لا يعُذر بجهله فيه سواء صلى أم ترك ، فلو صلى شخص الصلوات الخمس وأتى بكل ما يعتبر لها من شروط وأركان وواجبات ومستحبات ، لكنه جاحد لوجوبها بدون عذر له فيه ـ لكان كافراً مع أنه لم يتركها .
- فتبين بذلك أن حمل النصوص على ترك الصلاة جاحداً لوجوبها غير صحيح ، وأن الحق أن تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً عن الملة ، كما جاء ذلك صريحاً فيما رواه ابن أبي حاتم في سننه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، قال : أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تتركوا الصلاة عمداً ، فمن تركها عمداً متعمداً فقد خرج من الملة " .
- وأيضاً فإننا لو حملناه على ترك الجحود لم يكن لتخصيص الصلاة في النصوص فائدة ، فإن هذا الحكم عام في الزكاة والصيام والحج ، فمن ترك منها واحداً جاحداً لوجوبه كفر إن كان غير معذور بجهل . وكما أن كفر تارك الصلاة مقتضى الدليل السمعي الأثري ، فهو مقتضى الدليل العقلي النظري .
- فكيف يكون عند الشخص إيمان مع تركه للصلاة التي هي عمود الدين ؟ ! والتي جاء من الترغيب في فعلها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يقوم بها ويبادر إلى فعلها ، وجاء من الوعيد على تركها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يحذر من رتكها وإضاعتها ، فتركها مع قيام هذا المقتضى لا يبقي إيماناً مع التارك .
- فإن قال قائل : ألا يحتمل أن يراد بالكفر في تارك الصلاة كفر النعمة لا كفر الملة ؟ ! أو أن المراد به كفر دون الكفر الأكبر ؟ فيكون كقوله صلى الله عليه وسلم : " اثنتان بالناس هما بهم كفر : الطعن في النسب ، والنياحة على الميت " وقوله : " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " . ونحو ذلك .
- قلنا : هذا الاحتمال والتنظير له لا يصح لوجوه :

الأول : أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الصلاة حداً فاصلاً بين الكفر والإيمان وبين المؤمنين والكفار ، والحد يميز المحدود ويخرجه عن غيره . فالمحدودان متقايران لا يدخل أحدهما في الآخر .

الثاني : أن الصلاة ركن من أركان الإسلام ، فوصف تاركها بالكفر يقتضي أنه الكفر المخرج من الإسلام ، لأنه هدم ركناً من أركان الإسلام ، بخلاف إطلاق الكفر على من فعل فعلاً من أفعال الكفر .
الثالث : أن هناك نصوصاً أخرى دلت على كفر تارك الصلاة كفراً مخرجاً من الملة . فيجب حمل الكفر على مادلت عليه لتتلائم النصوص وتتفق .
الرابع : أن التعبير بالكفر مختلف . ففي ترك الصلاة قال : " بين الرجل وبين الشرك والكفر " فعبر بأل الدالة على أن المراد بالكفر حقيقة الكفر بخلاف كلمة "كفر" منكراً أو كلمة " كفر " بلفظ الفعل فإن دال على أن هذا من الكفر ، أو أنه كفر في هذه الفعلة وليس هو الكفر المطلق المخرج عن الإسلام .
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب ( اقتضاء الصراط المستقيم" ( ص 70 ، ط السنة المحمدية ) على قوله صلى الله عليه وسلم : " اثنتان في الناس هما بهم كفر " قال : " فقوله : ( هما بهم كفر ) أي هاتان الخصلتان هما كفر قائمٌ بالناس ، فنفس الخصلتين كفر حيث كانتا من أعمال الكفر ، وهما قائمتان بالناس ، لكن ليس كل من قام به شعبة من شعب الكفر يصير بها كافراً الكفر المطلق ، حتى تقوم به حقيقة الكفر ، كما أنه ليس كل من قام به شعبة من شعب الإيمان يصير بها مؤمناً حتى يقوم به أصل الإيمان وحقيقته . وفرقٌ بين الكفر باللام كما في قوله صلى الله عليه وسلم : " ليس بين العبد وبين الكفر أو الشرك إلا ترك الصلاة" وبين كفر منكرٌ في الإثبات " انتهى كلامه .
- فإن تبين ان تارك الصلاةبلا عذر كافر كفراً مخرجاً من الملة بمقتضى هذه الأدلة ، كان الصواب فيما ذهب إليه الإمام أحمد بن حنبل وهو أحد قولي الشافعي كما ذكره ابن كثير في تفسير قوله تعالى : }فخلف من بعدهم خلفٌ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات{ ( مريم : 59) . وذكر ابن القيم في ( كتاب الصلاة) أنه أحد الوجهين في مذهب الشافعي ، وأن الطحاوي نقله عن الشافعي نفسه .
على هذا القول جمهور الصحابة ، بل حكى غير واحدٍ إجماعهم عليه .
- قال عبد الله بن شقيق : " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة " . رواه الترمذي والحاكم وصححه على شرطهما .
- وقال إسحاق بن راهيوة الإمام المعروف : " صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة كافر ، وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ، أن تارك الصلاة عمداً من غير عذرٍ حتى يخرج وقتها كافر " .
- وذكر انب حزم أنه قد جاء عن عمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ ابن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة قال : " ولا نعلم لهؤلاء مخالفاً من الصحابة " . نقله عنه المنذري في ( الترغيب والترهيب) وزاد من الصحابة : عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وأبا الدرداء رضي الله عنهم . قال : " ومن غير الصحابة : أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وعبد الله بن المبارك والمنخعي والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني ، وأبو داود الطيالسي ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وزهير ابن حرب وغيرهم " .
- فإن قال قائل : ما هو الجواب عن الأدلة التي استدل بها من لا يرى كفر تارك الصلاة ؟ .
- قلنا : الجواب أن هذه الأدلة لم يأت فيها أن تارك الصلاة لا يكفر ، أو أنه مؤمن ، أو أنه لا يدخل النار ، أو أنه في الجنة . ونحو ذلك ، ومن تأملها وجدها لا تخرج عن خمسة أقسام كلها لا تعارض أدلة القائلين بأنه كافر .

القسم الأول : أحاديث ضعيفة غير صحيحة حاول موردها أن يتعلق بها ولم يأت بطائل .
القسم الثاني : ما لا دليل فيه أصلاً للمسألة ، مثل استدلال بعضهم بقوله تعالى : }إن الله لا يغفر أن يشرك به ، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء{ ( النساء : 48) . فإنمعنى قوله تعالى : }ما دون ذلك { ما هو أقل من ذلك ، وليس معناه ما سوى ذلك ، بدليل أن من كذب بما أخبر الله به ورسوله فهو كافر كفراً لا يغفر ، وليس ذنبه من الشرك . ولو سلمنا أن معنى }ما دون ذلك { ما سوى ذلك ، لكان هذا من باب العام المخصوص بالنصوص الدالة على الكفر بما سوى الشرك ، والكفر المخرج عن الملة من الذنب الذي لا يغفر وإن لم يكن شركاً
القسم الثالث : عام مخصوص بالأحاديث الدالة على كفر تارك الصلاة مثل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ بن جبل : " ما من عبدٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلاحرمه الله على النار " . وهذا أحد ألفاظه .
وورد نحوه من حديث أبي هريرة وعبادة بن الصامت وعتبان بن مالك رضي الله عنهم .
القسم الرابع : عام مقيد بما لا يمكن معه ترك الصلاة ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عتبان بن مالك : " فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" رواه البخاري . وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ : " ما من أحدٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قبله إلا حرمه الله على النار " رواه البخاري .

فتقييد الإتيان بالشهادتين بإخلاص القصد وصدق القلب يمنعه من ترك الصلاة ، إذ ما من شخص يصدق في ذلك ويخلص إلا حمله صدقه وإخلاصه على فعل الصلاة ولا بد ، فإن الصلاة عمود الإسلام ، وهي الصلة بين العبد وربه ، فإذاكان صادقاً في ابتغاء وجه الله ، فلا بد أن يفعل ما يوصله إلى ذلك ، ويتجنب ما يحول بينه وبينه ، وكذلك من شهد أن لا إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه ، فلا بد أن يحمله ذلك الصدق على أداء الصلاة مخلصاً بها لله تعالى ، متبعاً فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن ذلك من مستلزمات تلك الشهادة الصادقة .
القسم الخامس : ما ورد مقيداً بحال يعذر فيها بترك الصلاة ، كالحديث الذي رواه ابن ماجه عن حذيفه بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يُدرسُ الإسلام كما يُدرسُ وشيُّ الثوب " الحديث . وفيه : " وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون : أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها " فقال له صلة : ما تُعني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ، ولا صيام ، ولا نسك ، ولا صدقة ؟ فأعرض عنه حذيفة ثم ردها عليه ثلاثاً كل ذلك يعرض عنه حذيفة ، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال : " يا صلة ، تنجيهم من النار " ثلاثاً .
- فإن هؤلاء الذين أنجتهم الكلمة من النار ، كانوا معذورين بترك شرائع الإسلام ، لأنهم لا يدرون عنها ، فما قاموا به هو غاية ما يقدرون عليه ، وحالهم تشبه حال من ماتوا قبل فرض الشرائع ، أو قبل أن يتمكنوا من فعلها ،كمن مات عقيب شهادته قبل أن يتمكن من فعل الشرائع ، أو أسلم في دار الكفر فمات قبل أن يتمكن من العلم بالشرائع .
- والحاصل أن ما استدل به من لا يرى كفر تارك الصلاة لا يقاوم ما استدل به من يرى كفره ، لأن ما استدل به أولئك إما أنيكون ضعيفاً غير صربح ، وإما ألا يكون فيه دلالة أصلاً ، وإما أن يكون مقيداً بحال يعذر فيها بترك الصلاة ، أو عاماً مخصوصاً بأدلة تكفيره! .
- فإذا تبين كفره بالدليل القائم السالم عن المعارض المقاوم ، وجب أن تترتب أحكام الكفر والردة عليه ، ضرورة أن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islamnaaaelhabibisla.mam9.com
الأمومة
عضو فعال
عضو فعال
الأمومة


عدد الرسائل : 39
تاريخ التسجيل : 31/03/2008

ترك الصلاة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ترك الصلاة   ترك الصلاة I_icon_minitimeالسبت أبريل 12, 2008 11:30 pm

@

confused

santa
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ترك الصلاة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلامنا الحبيب ::  ۩ المنتديات الإسلامية ۩ :: منتدى الصلاة-
انتقل الى: